فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام من المشاكل الشائعة التي تواجهها بعد الأمهات مع أطفالهم في مراحل النمو الأولى ولكن عدم معرفة الأم بأسباب حدوث هذا الفرد في الحركة وكيفية التعامل الصحيح قد يخلق مشاكل سلوكية وكذلك نفسية لدى الطفل وقد يؤثر على تأخر النطق لدى بعض الأطفال تابع معنا وتعرف على كل ما يخص مشكلة فرط الحركة وتعرف على علاقتها بمشكلة تأخر الكلام.

أسباب فرط الحركة لدى الأطفال

لماذا قد يحدث فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام، الأمر مرتبط بعدة أسباب مختلفة ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:

  • حدوث الولادة المبكرة التي تكون قبل الشهر التاسع من الحمل من أكثر الأسباب الشائعة التي تؤدي لظهور مشكلة فرط الحركة.
  • الأم التي تدمن عادة التدخين وفي أثناء الحمل بطفلها لم تتنازل عن هذه العادة وظلت مستمرة فيها مما أثر على الطفل بشكل بالغ ومن ضمن التأثيرات ظهور فرط الحركة.
  • كذلك من الممكن أن يكون السبب حدوث حالة من النشاط الغير مبرر الزائد في خلايا المخ لدى الطفل كثير الحركة.
  • هناك أيضًا العامل الوراثي إذ أنه في حال كان هناك حالات فرط حركة لدى أقارب من الدرجة الأولى فإنه من المحتمل أن يورث الطفل نفس الصفات.
  • قد يكون فرط الحركة نتيجة لأسباب نفسية مثل الغيرة والمشاكل الأسرية وما ينتج عنها من ضغوطات نفسية وسلوكية.

هل فرط الحركة يؤخر النطق؟

هناك علاقة وثيقة بين فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام، إذ أن الطفل الذي يسرف في التحرك وتكون حركته زائدة عن المعدل الطبيعي فإنه من المتوقع أن يؤثر وضعه بشكل أو بآخر على نطق الكلام والتحدث.

إذ أن فرط الحركة في العادة يصاحبه عدم تركيز وتشتت في الإنتباه فلا يتمكن الطفل من اكتساب اللغة وتعلمها كباقي الأطفال في سن صغير فتبدأ الأم معه رحلة علاج خاصة بتأخر النطق والتي لا يمكن أن تكون مثمرة إلا في حال وجود حل ملائم لمشكلة فرط الحركة.

الفرق بين فرط الحركة والشقاوة

ليس كل طفل كثير الحركة يمكن وصفه بأنه مصاب بفرط حركة، إذ أن هناك أطفال حركتهم كثيرة نتيجة الشقاوة وهو وضع لا يستدعي القلق أما فرط الحركة فهي مشكلة واضطراب ينتج عنه فرط ونشاط زايد في حركة الطفل ويتطلب معرفة الأسباب المؤدية إليها وعلاجها.

ويمكن لأي أم أن تفرق ما بين فرط الحركة والشقاوة من خلال متابعة الطفل بشكل مستمر والنظر إلى سلوكه حيث يلاحظ أن:

  • طفل فرط الحركة حركته لا تهدأ طوال الوقت فلا يظل ساكن حتى لو دقيقة ونتيجة ذلك لا ينتبه إلى ما يحدث حوله كما أنه لا يستمع إلى والديه ولا ينفذ أي توجيهات ويعاند بشكل مستمر.
  • طفل الشقاوة كثير الحركة ولكنه قادر على التحكم في حركته في حال وجود ضيوف وفي حال الوجود في أماكن غريبة عليه أو عندما يشعر بالاحراج، كما أنه قادر على الاستماع إلى كلام والديه وتنفيذ التعليمات.

علامات فرط الحركة لدى الأطفال

هناك بعض العلامات التي عند ملاحظتها على الطفل يمكن القول إنه يعاني بالفعل من فرط حركة مع تفاوت درجة هذا الاضطراب من طفل إلى آخر:

  • المعاناة من كثرة النسيان والوقوع في نفس الخطأ أكثر من مرة دون ادراج أو تفكير سليم.
  • مواجهة بعض الصعوبات الخاصة بالتعلم ومشاكل التركيز التي تظهر على وجه الخصوص في تذكر الدروس وإنجاز المهام الخاصة بالمدرسة.
  • أن يكون الطفل كثير الكلام والثرثرة بشكل مبالغ فيه ولا يعرف متى يتكلم أو يصمت فهو دائمًا يريد التحدث بلا توقف في أي مكان أو زمان.
  • لا يجلس حتى لو دقيقة واحدة بدون حراك في مكان واحد وإذا تم اجلاسه فإنه يتململ طوال الوقت حتى يتخلص من وضعية الجلوس ويتخلص من الهدوء والسكون المفروض عليه.
  • لا يمكنه الجلوس داخل الفصل والاستماع إلى المعلمة إذ أنه دائم الشغب والحركة ويلتفت إلى مختلف الأمور حوله دون أن يوجه أي عناية للمعلمة وما تقدمه وهو ما يجعله متأخر دراسيًا بالرغم من نسبة الذكاء العالية التي قد يكون يمتلكها.

أنواع فرط الحركة لدى الأطفال

فرط الحركة اضطراب لا يأتي على نفس الوتيرة لدى كل الأطفال المصابين به وإنما يأتي على درجات متفاوتة الأمر الذي جعل المختصين يقومون بتقسيمه إلى ثلاثة أنواع هي:

  • فرط الحركة من النوع البسيط وهو الذي يكون الطفل فيه يعاني من اضطراب ونشاط زائد في الحركة فقط دون وجود أي مشاكل أخرى.
  • فرط حركة من النوع العميق وهو الذي يرافقه مشاكل في التركيز وضعف في درجة الإنتباه.
  • فرط حركة من النوع المعقد وهو الذي يصاحبه تشتت انتباه ويكون هناك معاناة من فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام كذلك.

كيفية علاج فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام

إذا كان هناك معاناة من فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام فكيف يمكن للأم أن تتصرف في مثل هذا الوضع، هناك علاجات كثيرة متعددة تناسب حالات فرط الحركة ولكن لا يمكن البدء في أي علاج بدون خضوع الطفل إلى فحص شامل من أجل التشخيص والوقوف على أسباب فرط الحركة وما يصاحبه من مشاكل أخرى، ومن العلاجات المتاحة ما يلي:

علاج فرط الحركة الدوائي

إذ أن هناك نوعية معينة من الأدوية التي قد يصفها الطبيب من أجل علاج فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام والتي على شاكلة:

  • دواء الأمفيتامينات وهي نوعية من العلاجات المنشطة للجهاز العصبي حيث تجعل أعراض فرط الحركة تخف بشكل تدريجي.
  • كذلك أدوية أخرى مثل دواء توفرانيل ودواء ريتالين ودواء ستراتيرا وغيرها من الأدوية التي تؤدي نفس المفعول.

علاج فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام السلوكي

إذ يناسب استخدام الطرق السلوكية في علاج فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام لمن هم دون السادسة من العمر وذلك في حال الخوف من تأثير الأدوية العلاجية على هؤلاء الأطفال، إذ يتضمن العلاج السلوكي دمج الطفل في المجتمع وتعليمه كثير من السلوكيات الصحيحة وتعديل السلوكيات الخاطئة التي كانت تسبب تشتت الإنتباه لديه.

العلاج الرياضي لفرط الحركة لدى الأطفال

أثبتت الرياضة إيجابياتها في المساعدة على علاج حالات كثيرة من الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة واضطراب النشاط والتركيز، إذ أن اختيار رياضة ملائمة للطفل مثل كرة القدم أو كرة السلة أو السباحة يعد مفيد للغاية في تفريغ الطاقة لدى الطفل مما يعود بالنفع الإيجابي على قدرة الطفل على الاستيعاب والتركيز وهذا ما ننصح به جميع الأمهات الذين يعانون من فرط حركة أطفالهم وتأثير ذلك الفرط السلبي على التركيز والانتباه.

في النهاية نوضح أن فرط الحركة عند الاطفال وتأخر الكلام لا يجب أن يؤثر على عزيمة الأم في تربية ابن ناجح اجتماعيًا واكاديميًا نافع لنفسه وللمجتمع، إذ أن فرط الحركة مشكلة شائعة ولها العديد من الحلول العلاجية التي تخفف من الأعراض المرافقة لها خلال مراحل نمو الطفل.