تجربتي مع البوليميا سأوضحها لكم من خلال هذا المقال الشيق، حيث أن زيادة الوزن الكبيرة أصبحت دون سابق انذار شبح مخيف يطاردني لذا كان لابد لي من التفكير في عمل سريع يساعدني في إنقاص وزني بشكل ملحوظ في وقت قياسي وكان سبيلي في ذلك البحث والتنقيب عبر شبكة الانترنت الذي هداني لما سوف نتحدث عنه، تابعونا.

تجربتي مع البوليميا

جاءت تجربتي مع البوليميا مثمرة للغاية، حيث عملت على تحفيزي لإنقاص وزني من خلال البدء في تناول كميات كبيرة من المياه الغازية وبعدها إخفاء الأثر لكيلا اعترف بتناولي مثل هذه الكمية، كلما اشتقت لتناول ما يروق لي من أطعمة، قمت بتناولها وتقيؤها في الحال للتخلص من أثرها في معدتي، كما امتنعت عن تناول الدجاج واللحوم الحمراء والمأكولات السكرية لمدة لا تقل عن عام.

اعتمدت بشكل أساسي على المواد الكربوهيدراتية والأطعمة التي تحتوي على الكثير من الألياف الغذائية الأمر الذي كنت أعتقده الطريق المثالي لإنقاص وزني، بالإضافة إلى التأكد بشكل يومي من أن معدتي مسطحة وبدأت عظام قفصي الصدري في الظهور شيئًا فشيئًا ما تسبب في سعادتي الغامرة التي لم تستمر لوقت طويل.

بعد فترة من الوقت اكتشفت أني مصابة بحالة من اضطراب البوليميا المعروفة بالشراهة للطعام بشكل مرضي، حيث صنف الأطباء المصابين بهذا المرض بتناولهم للطعام بكمية كبيرة ومن ثم تقيؤها أو الاعتماد على الملينات وممارسة التمارين الرياضية لتعويض ما تم تناوله من سعرات حرارية عالية.

ولكن في نهاية الأمر انقلب عليا حيث اعتدت على التقيؤ بعد كل طعام بما تسبب في نحافتي بشكل زائد عن الحد، حتى أخبرني المقربين بأني أصبحت مومياء وينظرون لي نظرة حزن عميقة، فقد بذلوا جهودهم لكي امتنع عن تلك العادة السيئة ولكن دون جدوى لعدم المامهم بكل ما كنت أفعله في حياتي الخاصة بتناول الطعام.

عناء الشره المرضي

لي تجارب عديدة منهم تجربتي مع البوليميا التي أثرت كثيرًا في حياتي حينما أخذت الأمور شكلًا آخر عمل على تغيير العادات الثابتة اليومية التي كنت أمارسها وأصبحت أتناول كميات لا بأس بها من الطعام حتى وصلت لوزن يشعرني بالحرج وسط أصدقائي ولكني لم أستطع للأسف أن أقلل وزني باتباع حمية غذائية معينة.

في آخر فترة المراهقة كنت قد تابعت فيلمًا سينمائيًا عن فتاة في مثل عمري مصابة بالبوليميا وشاهدت جيدًا ما كانت تفعله للتخلص من الطعام الذي تناولته من خلال لجوئها إلى التقيؤ أو المسهلات التي تخلصها بسهولة من الطعام المُتناول، وبدأت أن أفعل مثلما تفعل تمامًا للتخلص من آثار الشكولاتة والآيس كريم.

حتى بدأ وزني يقل عن معدله بشكل ملحوظ، الأمر الذي جعلني أتعلق بشكل أكثر بما لدي من بوليميا أو شره مرضي لتناول الطعام وبعدها التخلص منه بسهولة، حتى تطور الأمر وبدأ يسبب لي ضغوط حياتية صعبة تشعرني بالقلق والتوتر خصوصًا مع دنو موعد الامتحانات الذي يرتبط معي بتناول الطعام بشراهة، فقد أصبحت البوليميا أسلوب حياة دهورت حياتي وحالتي الصحية.

هل البوليميا ضمن الأمراض النفسية؟

ليس بالضرورة تصنف البوليميا على أنها مرض نفسي، ولكنها مجرد اضطرابات تصيب الشخص النهم لتناول الطعام، والذي تنتابه بعدها حالة من التوتر والقلق بشأن ما يمكن أن يحدث له بعد ذلك فيلجأ إلى التقيؤ للتخلص منه الأمر الذي أطلق عليه الأطباء المتخصصين الشره العصبي.

كيفية التعرف على الإصابة بالبوليميا

من خلال تجربتي مع البوليميا وجدت أنني أثناء النوبة التي تنتابني من الشراهة لتناول الطعام لا يمكنني السيطرة على نفسي مطلقًا، وأبدأ في تناول كميات لا تحصى في وقت قياسي، وبعدها أستمر في تأنيب نفسي وأحاول جاهدة في التخلص من آثار فعلتي الشنيعة من خلال:

  • التقيؤ عن عمد.
  • الصيام لفترة طويلة بعد الانتهاء من تناول الطعام.
  • الاعتماد على الملينات والحقن الشرجية.
  • ممارسة الرياضة العنيفة لحرق أكبر قدر من السعرات الحرارية.
  • الأفراط في تناول مدرات البول.

عادة ما تصيب البوليميا النساء بشكل أكثر من الرجال، ولكن الأمر الذي يحتاج إلى الانتباه هو فترة المراهقة التي تعد من أكثر الفترات التي تتعرض لها الفتيات للإصابة بالبوليميا.

أبرز الأسباب وراء الإصابة بالبوليميا

بعد البحث والتنقيب عن أسباب الإصابة بالبوليميا لم يستطع المتخصصون الوصول للأسباب المحددة، كما أنها ليست أساسية بالنسبة لمن يريد تخفيض وزنه، ولكن هناك أسباب يمكنها زيادة فرصة الإصابة بالبوليميا منها ما يلي:

  • الافراط في الاهتمام بالوزن المثالي بشكل يصل إلى حد الهوس.
  • عدم الشعور بالرضا والقناعة بالوزن والشكل.
  • الإصابة بحالات التوتر والاكتئاب النفسي.
  • التعرض للمشكلات العنيفة.
  • الرياضيين والفنانين ومن يعملون من خلال أجسامهم المثالية وأوزانهم.
  • الاعتقاد بأن الشره المرضي أو العصبي حالة وراثية في الكثير من العائلات.

طرق علاج البوليما

بعد تجربتي مع البوليميا وجدت أن الشره العصبي من الأمراض النفسية التي تعرضت لها، وتسببت في الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية لي، لذا كان لابد من اتباع خطة علاجية محكمة للتخلص من تلك المحنة، والتي هي كما يلي:

  • الدعم الأسري من قبل الأهل والأصدقاء المقربين من المصاب ليستطيع التخلص من تلك العادة السيئة.
  • العلاج الدوائي من خلال تناول مادة الفلوكستين المضادة للاكتئاب والتي يمكنها علاج البوليميا.
  • الطبيب النفسي والعلاج السلوكي الذي يهدف إلى تغيير السلوك السيء الذي اعتاد عليه الشخص في تناول الطعام.
  • العلاج النفسي ما بين الأفراد وبعضها الذي يركز على العلاقة الوطيدة ما بين المريض ومن حوله من أفراد يساعدوه في التحكم في تصرفاته مع الطعام.
  • الدعم العائلي الذي يحتم على الأسرة التفاعل مع المريض وتعليمه كيفية التعامل السليم مع المرض ذاته وتعزيز ثقته بنفسه.
  • علاج مضاعفات المرض التي يتركها وراءه مثل الإصابة بالأنيميا والنقص الحاد في العناصر الغذائية الهامة في الجسم.
  • تخصيص برنامج غذائي للمريض من قبل الطبيب المختص لإنقاص الوزن مثلما فعلت مع تجربتي مع البوليميا الشرسة.

هل البوليميا تسبب الوفاة؟

بالطبع أي مشكلة نفسية لا تترك وراءها آثار نفسية فحسب، بل تترك وراءها أيضًا آثار صحية حادة يمكن في النهاية نعم أن تؤدي إلى الوفاة، ومنها ما يلي:

  • الآلام في المعدة.
  • التهابات حادة في المريء.
  • تآكل الأسنان وطبقة المينا بسبب اللجوء إلى التقيؤ أكثر من مرة في اليوم.
  • نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة في الجسم.
  • النقص الحاد في السوائل بما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف وتقليل عنصري الصوديوم والبوتاسيوم المهددين لعضلة القلب.
  • المشاكل الكلوية الحادة.
  • مشكلات العظام وعلى رأسها ضعف وهشاشة العظام.

من الجدير بالذكر أن تلك المضاعفات تهدد حياة المريض ويمكن أن تسبب الوفاة، الأمر الذي يستدعي الاهتمام بعلاج البوليميا حال اكتشافها مبكرًا، فهي إشارة البدء للكثير من المخاطر التي يمكن أن تنهي الحياة.

بهذا نكون قد تعرفنا سويًا على تجربتي مع البوليميا، التي كانت بالنسبة لي من أصعب التجارب الحياتية التي تعرضت لها وتسببت لي في الإصابة بالكثير من المخاطر والمشكلات الصحية، أود أن أكون قد استطعت أو أشرح لكم مدى خطورة تلك المشكلة وضرورة اللجوء الفوري للعلاج منذ الوهلة الأولى.