حكم البخور في رمضان

من المعروف أن الأنف تنفذ على الحلق، فكل شيء يصل للحلق يعد من المفطرات، ويرجع ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، (بالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا)، ويأتي وجه الدلالة في الحديث الشريف أن كل ما يمكن دخوله من خلال الأنف يصل للحلق، ثم إلى المعدة.

 

الأنف وعلاقتها بإفطار الصائم

 

الأنف هي عضو التنفس وأيضًا حاسة الشم الرئيسية لدى الإنسان، كما تساعد الأنف على تدفئة الهواء والترطيب أثناء عملية التنفس، والتنقية التامة من وصول الجراثيم للحلق، والأنف تحتوي على فتحتان من خلالهما ينتقل الهواء إلى داخل التجويف الأنفي، ممتدًا لفوق سقف الفم، وينحني التجويف لأسفل حتى يتقابلان عند نهاية الحلق، عند منطقة البلعوم الأنفي.

 

حكم البخور في رمضان

 

من الأسئلة الشائعة هل البخور يفطر الصائم، فقد اختلف الفقهاء حول حكم البخور الذي يدخل من الأنف لمن هو صائم في نهار رمضان.

– المالكية: رأى المالكية أن أي كان نوع الدخان الذي يصل إلى الحلق فهو مفطرًا، سواء كان دخان السجائر، أو دخان حرق البخور، والكثير غيرهم، فمن يصل منم للحلق بدون عمد فلا يفطر الصائم.

– الحنفية: يروا الحنفية أن وصول الدخان إلى الحلق مثل السجائر أو البخور أو غيرهم للصائم وكان متيقنًا لصيامه فيعد فاطرًا لذلك، ولا يعامل هذا نفس معاملة شم الورد، أو شم العطر، حيث أن البخور لاحق حلقه وهو متعمد، أما العطر والورد يمثل الهواء للتطيب برائحته، فهو لا يفطر.

– الشافعية: أما الشافعية فذهبوا إلى أن كل شيء يصل إلى الجوف من أبخرة وروائح، كالعطور والبخور، لا يعد من المفطرات، حتى لو أن قصد أن يشمها وهو متعمدًا، فهي لا تعد من الأعيان في عرف الصيام.

– الحنابلة: يرى الحنابلة أن شم البخور لا يعد من المفطرات، حيث أنه لا يعتبر شيء يشرب أو يؤكل.

 

حكم استخدام البخور في نهار رمضان

 

لا يمنع استخدام البخور أو ماشبه من العطور والأدخنة كدخان السجائر في نهار رمضان، ولكن يفضل أن تترك، فذلك يعد نوع من أنواع الترفه الذي هو في الأساس يتنافى مع غرض الصيام، فغرض الصيام هو اعتياد النفس على البعد عن الشهوات، وهوى النفس، وبعض العلماء أجازوا استخدام البخور ولكن يجب عدم استنشاقه، ومن تلك العلماء، صالح الفوزان، والشيخ ابن عثيمين، وبالنسبة لحكم استخدام البخور في نهار رمضان، فرأى الفقهاء حول تفصيله، بالنحو التالي.

– الحنفية: يرى الحنفية إجازة استخدام العطور للصائم.

– المالكية: قام المالكية بالتفرقة بين المعتكف وغيره، فأجازوا استخدام العطور للصائم المعتكف، أما غير المعتكف فلا محبب.

– الشافعية: يذهب الشافعية إلى أنه وجب على الصائم أن يترك شم أنواع العطور بكافة أشكالها وأنواعها في نهار رمضان، لما فيه معنى من معاني الترفه، ويجوز أن يستخدم ليلًا بحيث يكون فطر الصائم.

– الحنابلة: من وجه نظر الحنابلة أن فيها كراهية إذا شم أي شيء يمكن وصوله للحلق، كالبخور والطيب وغيرهم.

 

سبب التفطير بالبخور في رمضان

 

من وجه نظر القائلون أن البخور يفطر في نهار رمضان، فأشاروا أن البخور ذاته هو الذي يفطر ليس رائحته، فالدخان عين، تصل للحلق، فإذا شمه ولم يصل إلى داخل الحلق، ففي ذلك الحالة لا يعد مفطرًا.

 

حكم العطور في رمضان

 

ظهر في العصر الحديث أنواع كثيرة من العطور، تختلف بطبيعتها وتركيبها، وأصبح لكل نوع منهم أحكام خاصة لتعامل المسلم الصائم معها.