ايات تحريم الخمر في القران الكريم، لقد خلق الله عز وجل الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات، حيث وهبه العقل ليدرك به، ويستخدمه في التعرف على طريق الهداية والابتعاد عن طريق الضلال، كما أمره ألا يشرك بعبادته أحدا، على الرغم من ذلك تظل نفس الانسان في اختبار الحياه ليميز ما بين الأعمال الطيبة والخبيثة ولا يستطيع القيام بذلك إلا باستخدام عقله، لذلك حرم الله عز وجل شرب الخمر.

ايات تحريم الخمر في القران الكريم

كما نعرف أن الإسلام هو دين التوحيد، ولقد بعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين، حتى ينير عقولهم ويصرفهم عن الملذات والشهوات إلى حب الله جل شأنه، وجاء الاسلام لتحريم كل شيء يضر بالإنسان أو لا يقدم له نفع .

ويعتبر شرب الخمر مثال على ذلك، حيث كان شرب الخمر أحد الخبائث التي تعلقت بها أرواح الصحابة رضى الله عنهم قبل قدوم الاسلام ومع بداية الدعوة الإسلامية، وبقدرة الله العظيم استطاع نزع حب الخمر من نفوسهم تدريجيا، وفي المقابل غرس حب الله وحب الإسلام في قلوبهم عوضا عن الخمر، ولقد تم تحريم الخمر خلال عدة مراحل لتتقبلها عقولهم، وتخضع لها عقولهم.

مراحل تحريم الخمر والآيات التي وردت في ذلك

المرحلة الأولى

في هذه المرحلة جاء فيها تحريم الخمر في بيان الله عز وجل في محكم آياته بأن شرب الخمر يعتبر إثما كبيرا، لكن لم يأتي تحريم الخمر في تصريح مباشر لشرب الخمر كما هو معتاد، ولذلك كان من الصعب الامتناع عن شربها وفراق الناس لها، نظرا لأنها كانت فخر وملاذ لشاربيها، قال الله عز وجل : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)

المرحلة الثانية

ثم بدأ الإسلام مرحلة أخرى جديدة حيث استبدل حب الخمر بحب الله عز وجل والتقرب إلى الصلاة، لذلك جاء قوله تعالى الذي يحث على عدم الاقتراب من الصلاة في حالة السكر : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)،

وهنا نجد أن الله عز وجل قد انتزع من نفوس الكثيرين حب الخمر، وجعل التقرب إلى الله الأسمى والأعظم بالنسبة لهم، بعيدا عن حب الشهوات والملذات، وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه مناجيا الله تعالى : (اللهمّ بيّن لنا في الخَمْر بياناً شافياً)

المرحلة الثالثة

وجاء تحريم الخمر في المرحلة الثالثة والأخيرة، حيث أمر الله عز وجل عباده بالتخلي عن الأشياء المفسدة لعقولهم، ويحثهم على بغض بعضهم البعض، والصد عن العبادات المفروضة، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)ومن هنا خضعت النفوس والقلوب للخالق عز وجل حيث امتثلت وسلمت الأمر له .

ما الحكمة من تحريم الخمر

يعتبر العقل من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، حتى يقوده إلى طريق الحق والهدى، لذلك ينبغي الابتعاد عن الملهيات والشهوات، وكان شرب الخمر طريق لإضلال العباد، وإلهائهم عن ذكر الله، حيث أهدر اوقاتهم وأفشى البغضاء والعداوة بين قلوبهم، وصدهم عن الغرض الذي وجدوا من أجله وهو الانشغال بذكر الله عز وجل والتقرب بالصلاة والصيام والقيام، وإعمار الأرض، ولقد جاء الاسلام ليحمي عباده ويحفظ عقولهم، حيث حرم الخمر بالتدريج لطفا بالناس ، قال الله تعالى : (إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).