يلجأ العبد المتصل بالله إليه في كل شأن له إن كانت الحياة تسير في غاية الاستقرار، فكيف إذا أصابته حاجة واراد بلوغ التفريج في هذه الحاجة الماسة فإنه أكثر حاجة لله وطمعاً في بلوغ رضاه والاستعانة به ليقف إلى جانبه في هذه الشدة الملمة، والأمر الجلل، وقد كانت الشريعة الإسلامية ديناً قيماً متكاملاً لم يترك لجاب أن يطغى على جانب، فأرشد المسلم للصبر على المصائب ورتب على ذلك الأجر، لكنه علق الفرج لمصائبه ومتاعبه بمشيئة الله وقدرته، وينال هذا الأمر في تلبية أمر الله والاستجابة لمراده، والبعد عن الأمور التي نهى عنها واجتنابها والحذر منها تماماً، ومن أهم الأمور التي يلجأ لها الإنسان ويمكن أن تزيح عنه الكرب وتزيل الهموم، وتسعده في الدنيا والآخرة الصلاة، ومنها على وجه التخصيص عند نزول الهموم غير الفرائض صلاة الحاجة، فإليكم  الحديث عن كيفية صلاة الحاجة.

تعريف صلاة الحاجة

هي إحدى الصلوات التي اختلف العلماء في ثبوتها بسبب اختلافهم في سند الحديث الذي بني عليه حكمها، لكنها صلاة تؤدى ركعتين على الأقل من غير الفريضة يقبل الإنسان فيهما على الله سائلاً إياه أن يلبي له حاجته من تفريج كربة أو تلبية أمر من الأمور الضرورية التي إن غابت عنه أصابه الضرر، وقد صنف في هذه الصلاة في كتب الفقه الفصول الخاصة بها والحديث عن كيفيتها، والمشروعية التي تستند إليها.

كيفية صلاة الحاجة

كيفية معروفة لصلاة الاستخارة في السنة لكن خلاف العلماء في عدد الركعات لها مما جعل الحديث عنها يطول، مع أن  الكيفية المشهورة لهذه الركعة هي بالطريقة التالية:

  • النية المنعقدة لأداء صلاة الحاجة، ففي الحديث الشريف  قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ).
  • الوضوء وصلاة ركعتين من غير الفريضة يقرأ المصلي فيهما الفاتحة وأي سورة من القرأن.
  • الدعاء لله بالحصول على الحاجة المرادة للمصلي.
  • كيفية صلاة الحاجة مروية في الحديث عن عبد الله بن أبي أوفى أنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قال: (منْ كانتْ لهُ إلى اللهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بني آدمَ فلْيتوضأ فلْيحسنِ الوضوءَ ثم لْيصلِّ ركعتَينِ ثم لْيُثنِ على اللهِ ولْيُصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم لْيقلْ لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمِينَ أسئلكُ موجباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ والغنيمةَ من كلِّ برٍّ والسلامةَ من كلِّ إثمٍ لا تدَع ْلي ذنبًا إلا غفرتَهُ ولا همًّا إلا فرَّجتهُ ولا حاجةً هي لكَ رضًا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمِينَ)، وزاد ابن ماجه في روايته: (ثمّ يسأل الله من أمر الدّنيا والآخرة ما شاء، فإنّه يقدر).

تتعدد البواعث على صلاة الركعات لله تعالى وأسماء الصلوات المتنوعة إلا أن هذه الصلاة في كل حالة لها كيفتها المخصصة من صلاة الخوف والاستسقاء والحاجة والاستخارة وغيرها من الصلوات التي لكل منها الدافع على أدائها.