جاء الإسلام بدين متوازن لا طغيان فيه أو ظلم أو حيف أو أكل حق، متوازن في الشأن كله، في العبادات والمعاملات، والأحكام المختلفة، يحفظ للإنسان سير الحياة بطريقة جيدة في الشأن الدنيوي، ويحرضه للعمل من أجل السعادة في الآخرة، وحدد الضوابط لكل شيء، وما يباح للإنسان فعله وما هو مأمور به، وما يكره له الإقدام عليه، وما يجب عليه الإحجام عنه، ومن ذلك حبب إلى تكوين الأسر بما يحفظ النسل ويحيط بالعرض حماية وحفظاً، وبين أن طاعة الزوج من الأمور التي تقرب المرأة إلى الله تعالى ودخولها الجنة وتبعدها عن اللعنة، وأن عصيانه وشقاقه بدون أمر شرعي هو من الخطأ ومما يوجب سخط الله تعالى عليها ولعنة الملائكة عليها، حتى ترضي زوجها الذي يعمل على إسعادها وراحتها وإن أخطأ أحياناً، ولكن مع ذلك جعل للزوجة حقوقاً لا يمكن للزوج أن يتجاوزها، فإليكم بعضاً من حقوق الزوجة علي زوجها في الإسلام.

الزوجة والزوج في الإسلام

حبب الإسلام في الزواج وحرض على سلوك طريقه عند مرحلة من مراحل الحياة وخاصة الشباب، لأن فيه حفظ النسل ودفع الشهوة في بابها الشرعي، وتكوين الأسر والقيام بواجب الله تعالى على الإنسان من حسن التربية، وإقامة الحقوق في الأرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) وبين أن هذا الزواج من السنة وأن من يتنكر له لم يسر على هديه القويم فقال (لكِنِّي أَنَا أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي).

وعلى ذلك فالعلاقة بين الزوج والزوجة من العلاقات الجميلة البريئة التي تحمل الطابع الأليف الغض، وعلى ذلك فاستقرار هذه العلاقة مما يغيظ الشيطان، وتدهورها مما يفرحه، ولا تستقر إلا بإعطاء كل صاحب حق حقه وإلا فسدت.

حقوق الزوجة علي زوجها في الإسلام

تتعدد الحقوق الزوجية التي لا بد للزوج أن يدفع بها إلى زوجته كما بينها الدين الإسلامي، ومن هذه الحقوق وأفضلها على الإطلاق، ما بينته نصوص الكتاب وكذلك السنة المطهرة عن هذا الأمر في سعيها لحفظ الحياة الأسرية في المجتمعات، ومن حقوق الزوجة علي زوجها في الإسلام:

  • الحقوق المالية ومنها المهر لقول الله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) وكذلك النفقة عليها مما آتاه الله لقوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)، وكذلك المأوى الذي يعيش معها فيه لأنه من الضروريات التي لا حياة بدونها.
  • الحقوق المعنوية غير المالية  ومن أهمها العدل معها إن كانت واحدة فلا يظلمها بكلمة أو يعنفها، وإن كانت أكثر من زوجة فيعدل بينهما فيما يملك من الأشياء المادية وتوزيع الليالي أما ما في القلب فذلك ملك الله تعالى على العبد، وكذلك حسن العشرة والقرب  منها والتلطف بها وقضاء وطرها، قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
  • عدم إلحاق الضرر بالزوجة بأي شكل من الأشكال إن كان ليس في طور التأديب الشرعي لنشوزها، لقوله صلى الله عليه وسلم (أن لا ضرر ولا ضرار).

انتهينا من الحديث عن حقوق الزوجة على الزوج كركن أساسي من أركان الأسر بل المجتمع بأسره فلا حياة دون استقرار لدى الزوجة، لكن هنالك جانباً أخر أشد وأكبر وهو حقوق الزوج على زوجته، وما واجبهها تجاهه، ومن أهم ذلك ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته أو حفظته في نفسها وماله).