في ظل التطور العالمي المالي، يفكر المستثمرين المتمرسين في مهنة الاستثمار الذي يمتلك الخبرة لأكثر من 50 عامًا، والذي يلخص الدروس من رحلته الديناميكية التي تمثلت بالتحول التنظيمي والابتكار والطفرات الاقتصادية والأزمات المتنوعة، وبالاستناد للتجارب والروايات الشخصية، يسلط جون بلندر الصحفي البريطاني في صحيفة فايننشال تايميز الضوء على مبادئ النجاح التي تتبعها وتجاوز فيها اختبار الزمن.
النجاح في الاستثمارات المالية يتطلب من الأشخاص دراسة التحليلات السوقية وتتبع الأسعار وحالة التقلب المستمرة، وهذا يتطلب معرفة بما يجب شراءه والاستثمار به وما يجب بيعه وفقًا لحالة السوق، وهناك العديد من التجارب التي يمر بها المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، كالتجربة التي مر بها مؤسس الإيثيريوم بعد انهيار سوق العملات الرقمية بحسب ما نشر الموقع المالي الأول في العالم ِArabFinancials، والذي يعتبر المرجع الأول لمحبي التداول والاستثمار في الأسواق المالية ومعرفة تقلبات الأسعار لأسواق الفوركس والأصول الرقمية.
5 دروس مستوحاة من حياة مستمر محترف
في النقاط التالية، سنتطرق للحديث عن 5 دروس خاضها مستثمر مخضرم تغلب فيها على تحديات الزمان، ومنها:
التنويع لإدارة المخاطر
يقول الصحفي أن هناك درس محوري عايشه أثناء مراجعة صندوق المعاش التقاعدي، حيث كان الوقت هو وقت التوفير المالي الذي نما في بورصة نيويورك في أسهم Nifty Fifty، وفيها تحدى جوبي حكمة معروفة لتحويل استثمار الصندوق لأوراق مالية آمنة وعزز من تنويع الدخل بفضل تنويع الأصول الاستثمارية، فكانت النتيجة إنشاء محفظة قوية عززت من أهمية التنويع، رغم أن طريقة الأساليب التقليدية اختلفت.
وفي السياق ذاته، قال بلندر، أن هذا الدرس كان علميًا في اختيار آليات لتنويع العمل، حتى لو يمكن على الطريقة التي توقعها خبراء علم الاقتصاد.
مخاطر توقيت السوق
شهدت سبعينات العقد الماضي حالة من الاضطراب في الأسواق، تجسد ذلك في إلغاء جميع القيود والتحول الاقتصادي والتنظيمات، وكان من أبرز الأحداث اتخاذ الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون قرارًا بالتخلي عن تحويل عملة الدولار إلى الذهب، وقد نجم عن حالة التقلب في السوق انعدام القدرة على معرفة أسعار الأصول العالمية، وانعدم الجدوى في ظل محاولة تحديد وقت السوق، وانعدام الاعتماد على الحدث التاريخي الذي قاتل من أجله المستثمرون للعودة لحالة السوق بعد حالة الانكماش التي ترتبت عليه.
الحقائق التضخمية وعرض النقود
ينوه بلندر هنا إلى عالم دوت كوم الذي انتشر في أواخر تسعينات القرن الماضي، حيث سلط الضوء على التحديات التي انبثقت من اعتقاد خبراء علم الاقتصاد بمدى كفاءة السوق المالي، وتعمق الحديث السردي في عامل نفسي تمثل في الخوف من عدم استغلال الفرص، الأمر الذي جسد مفهوم فقاعة السوق، وساهم ذلك في توظيف استجابات لاحقة من البنك المركز، حيث لوحظت أزمات في عامي 2007 و2009، وهذا يؤكد على أهمية الاستجابة لإشارات المعروض النقدي والأهمية الحاسمة للاعتراف بالقيود التي فرضت على السندات الحكومية باعتبارها وسيلة للتحوط في ظل فترات التضخم التي حلت في ذلك الوقت وعاني منها العديد من المستثمرين.
وهم الاستثمار الآمن
بالنظر إلى فترة ما بعد انهيار العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، يؤكد بلندر على أهمية العودة للنمط الذي يعود بنا إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ففي ذلك الوقت انجذبت العديد من صناديق التقاعد تحت الضغط من قبل الجهات التنظيمية متجهة نحو السندات الحكومية للبحث عن مصدر للأمان، ورغم ذلك فإن السرد بات يتحدى فكرة السلامة في عالم الاستثمار للتحذير من صناعة المخاطر النظامية من خلال اتباع استراتيجيات موحدة في الفكر والعمل، ويقول بلندر في هم الاستثمار الآمن إن جميع المحاولات التي قامت بها الهيئات التنظيمية حينها من أجل تحويل صناديق التقاعد الفردية إلى صناديق خالية من المخاطر، جعلت السوق الإجمالي يعاني من حالة خطرة جدًا.
التنقل فيما لا يمكن التنبؤ به
في ختام الدروس المستفادة، يفكر بلندر في مستوى ارتفاع الديون المستمر، حيث اعترف بأن عملية حساب الديون هو أمر حتمي لا بديل عنه، في حين أن الذهب لا يعتبر ملاذ آمن للتأمين وتخفيض الأسعار، من جهة أخرى فإن السندات الحكومية يتم النظر لها على أنها مجرد وسيلة للتحوط بطريقة أكثر موثوقية، وهذا يعكس مدى الاستنتاج الطبيعي الدوري للسوق المالي، وأن هناك حاجة ملحة للمستثمرين من أجل التكيف للوصول للطبيعة المتطورة.
لكي يحقق المستثمرين النجاح والأهداف المرجوة من عملية الاستثمار، يجب مطالعة تجارب الآخرين والتعلم من الأخطاء التي مروا بها من أجل تجاوز التحديات التي قد تواجههم، حيث يساعد التعلم من تجارب الآخرين في مجال ما من تقليل المخاطر، وتنويع المصادر، ورسم الأهداف المستقبلية، ووضع الخطط المرنة التي تساعد في تجاوز التحديات، ناهيك عن التخطيط لسداد الديون كبيرة الحجم والحد منها، وتعزيز مفهوم تحليل السوق ومطالعة تقلبات الأسعار، وإكساب المعارف اللازمة في الحد من تأثير العوامل السياسية على السوق المالي وأسواق البورصات العالمية وتعزيز مفهوم الاستثمار طويل المدى والمضاربة على الأصول وحالات البيع والشراء الناجحة واتخاذ القرارات الصحيحة.
مصدر بسيط دوت كوم
