تعرفي : لماذا يُنصح بارتداء الملابس البيضاء خلال الصيف؟

مع  بداية دخول فصل الصيف  حيث الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يلجأ الكثير من الناس إلى ارتداء الملابس الخفيفة ذات، و يفضل الجميع مع درجات الحرارة المرتفعة لبس الألوان الفاتحة ولكن  لماذا؟
مع دخول فصل الصيف حيث الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، يلجأ الكثير من الناس  إلى القيام بارتداء الملابس الخفيفة، و يفضل مع درجات الحرارة العالية أن يتم القيام بارتداء الألوان التي تقوم بعكس أشعة الشمس، وليست الملابس التي تمتص أشعة الشمن مثل اللون الأسود و الغوامق، لذلك يفضل عند الجميع القيام  بإرتداء اللون الأبيض لأنه يعتبر أيقونة الألوان التي تقوم بعكس أشعة الشمس، و ربما  يشعر الشخص أنه لا يرتدى شيء. لكن ما هو  السبب الفيزيائي لاختيار اللون الأبيـض في الصيف ؟

قبل البدء بالشرح، بنقوم بذِكر السبب الفيزيائي لاختيار اللون الأبيـض، بغض النظر عن مكونات القماش المصنوعة منها الملابس سواء  قطنياً أو صناعيا أو صوفيا وحيث يلعب  القماش دوراً هاماً  في الحفاظ على حرارة الجسم أو فقدانها.

قد تكو النظرة الأولى للإجابة على سؤال (لماذا نرتدي الملابس البيضاء في فصل الصيف؟) إجابةً بديهية بسيطة: لأن الملابس ذات الألوان الفاتحة أو البيضاء تقوم بعكس جزءاً كبيراً من الضوء وبذلك  هي لا تقوم إلا  بإمتصاص  جزءاً يسيراً من الحرارة! ولكن هذه الإجابة على قدر بساطتها لكن  تقف خلفها آلية فيزيائية مهمة .
بداية يجب  أن نُعرفكم مكونات الشعاع الشمسي، إذ تقوم الشمس بإطلاق  كميات هائلة من الطاقة على شكل موجات كهرومغناطيسية. حيث أن هذه الأخيرة تمتلك أطوال موجية مختلفة ويمكن أن  تقاس بوحدات و أجزاء المتر: الضوء المرئي من ضِمنها، و يقع مجال طول موجته ما بين 300 nm نانومتر إلى 800 نانومتر.
و يمثل أيضاً الضوء المرئي أكثر من 50% من الشعاع الشمسي النافذ إلى سطح الأرض، بينما البقية النافذة فهي جزء من الأشعة الفوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء والراديواية.. ، في حين أشعة كـ “Gamma” فيقوم الغلاف الجوي بعكسها وذلك لخطورتها على الكائنات الحية.

كل تلك الأشعة خاضعة تحت رحمة علاقة بلانك التي تنص على أنه” كلما قل الطول الموجي زادت الطاقة المنبعثة و العكس صحيح”. لذلك  صنفت أشعة غاما الأقل طولا موجيا هي الأخطر، تليها microwave و X-ray.. إلى أن يأتي بعدها الضوء المرئي الذي يعد طويل الموجة نسبيا وأنه  ضروريا لسيرورة الحياة، حيث نعلم جميعا أن عند تحليله عبر موشور زجاجي يُخرج ألوان الطيف السبعة 🌈.

النتيجة: الألوان فيزيائيا ليست إلا أنها ارتداد جزء من الضوء المرئي والذي نطلق عليه أيضاً إسم: الضوء الأبيض، ارتداد و انعكاس جزءٍ منه بعد امتصاص البقية. مثلا، التفاحة الخضراء تقوم  بإمتصاص كامل مكونات الضوء الأبيض من طاقة و تردد و ما يصاحبهما من حرارة و أثر، و تقوم بعكس فقط الأخضر.

كذلك الملابس. فالألوان الفاتحة و لأنه بشكل فيزيائيا لا يوجد لون أبيضٌ أبيض. بل هو ليس إلا عبارة عن خليط مشتت من ألوان الطيف السبعة. ما يجعل الملابس البيضاء تقوم بعكسها كلها بما حمِلت من طاقة و تأثير و تُشعرنا بذلك الشعور اللطيف الذي نشعره حينما نرتدي الملابس البيضاء. عكس الألوان الغلمقة كـ ملِك الألوان؛ الأسود، حيث يعتبر نقيض اللون الأبيض: الخليط المُمتصِ من كل الضوء المرئي و أطيافه جميعا. ما يجعل الملابس الغامقة تقوم بإمتصاص كامل طاقة الألوان السابقة و لا تبقي شيئا منها، و كأهم تطبيق لتلك الآلية الفيزيائية: الألواح الشمسية التي تقوم بتوليد الكهرباء، حيث أن سطحها الخارجي أسود اللون غامق لذات السبب السابق ورفع مردود توليد الطاقة الكهربائية.

إنتظرونا بمزيد من المعلومات المفيدة