هناك ما ينفيه العقل من شأن البعث والجزاء ، إذ العقل لا ينفي إلا ما كان من قبيل المستحيل كاجتماع الضدين ، أو التقاء النقيضين ، والبعث والجزاء ليسا من ذلك في شيء.
المشاهد الكونية المحسوسة الدالة على إمكان البعث :
وقال تعالى : { وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج *
الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيءٍ قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور}.
الايمان باليوم الاخر هو الايمان بفناء هذه العوالم وانتهاء الحياة بكاملها, والفناء ممكن لأن العالم ليس أزلياً ابداَ ان لدى الأنسان قناعة في جميع العصور بحياة ثانية يلقى فيها الانسان جزاء عمله الذي قام به من هذه الحياة الدنيا من خير او شر .

و المولى عز وجل قد أخفى وقت وقوع الساعة عن العباد ؛ فإنه تعالى قد جعل لها علامات ودلالات وأشراطا ؛ تدل على قرب وقوعها, وقد تحقق وقوع الكثير من هذه العلامات والدلالات والأشراط , فتحقق وقوع الكثير من هذه العلامات والدلالات والأشراط يدل على تحقق حدوث الساعة.ا.

ورد في الايات دليل عقلي على اثبات المعاد

وعلينا أن ندرك أنه بواسطة ما تأخر فينا من عناصر الطاقة الجسمية والطاقة العقلية التي لم تتحرك بالعمل الذي يريده الله منا والذي يذخره لنا كرصيد روحي بواسطة هذه الرواسب الرديئة يذكرنا سبحانه وتعالى بما نكره ويبتلينا بما يُخيفنا على الدنيا وبما يُخيفنا منها وذلك هو العذاب الأليم والمهين، وبوساطة ما ارتفع من تلك العناصر من خلاصات جهودنا الفكرية والعلمية الخالصة لوجه الله الكريم ولخير الصالح العام بواسطة هذه الجهود الخيرة يذكرنا الله سبحانه وتعالى بما نحب ويبشرنا بما نستريح به نفسياً وروحياً: «يُبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً وذلك هو الفوز العظيم»(التوبة:21).
ومن هذه الآيات نستخرج عدة حقائق تزيل كل استغراب وتفند شبهات كل المعاندين لليوم الآخر ومن أبرز هذه الحقائق :
دليل إنشاء الخلق .
دليل على البعث وآية أخرى على خلق الموتى : هذه الأرض القاحلة ، إذا جاءها المطر ظهرت فيها الحياة وأنبتت الزرع .
قال تعالى : (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )) وقال : ((أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )) .
وهذه الآيتان وأمثالهما تقرر أن الإيمان بالمعاد والحساب والجزاء من مقتضيات توحيد الله في صفاته الكاملة وأسماءه الحسنى و كما يقول ابن القيم في الفوائد ـ بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الموافق للعقل والحكمة, والعقول المضروبة الخذلان ترى المعارضة بين العقل والنقل, وبين الحكمة والشرع.