قصة امرأة محرومة ووهبت طفل

ألم يحس أحدكم ذات مرة بذلك الألم الذى ينتابه عندما يشعر بعجز أمام شخص قوى يحاول ايذاءه وهو لا يملك أن يرد الأذى ؟ثم ألم يحس بألمه يزول وغضبه ينفي عندما يخلو الى نفسه ، فيتصور أنه قد حطم ذلك الشخص القوى ورد عن نفسه ذلك الأذى ؟

أجل أولم يحس بالكثير من الراحة لمجرد ذلك التصور ؟

ألم يحاول أحدكم عندما يحرم متعة من المتع ، أو لذة من اللذات أن يلتمسها عن طريق الخيال ؟

هل اتهم نفسه حينذاك أو أتهمه أحد بانه مجنون ؟

اذا فلم نتهم هذه المرأة بالجنون وهى لم تفعل أكثر مما يفعله امرؤ حاول أن يتلمس متعته عن طريق الخيال .

خمسة وثلاثون عاما ؟ يا للسنين التي تمر فلا تترك لي سوى الألم ، ولم تخلف لي غير الوحشة والفراغ أية حياة تلك التي أحياها ما أشبهني بسائحة في بيداء مقفرة في سأمة جرداءتا ماء فيها ولا رواء ، ولا ظل ولا ثمر كلها سآمة في سآمة وملل في ملل لا أبصر سوى الأمل السراب ، واللمحات الكاذبة .

قصة امرأة تنظر قدوم طفل

انى أنتظر وأنتظر وأحس بالعمر يتسرب ، والأعوام تتوالى متسللة  فتتملكني لوعة ويغشاني أسى أليم ولكنى أتظاهر بالرضا والقناعة وماذا أستطيع غير ذلك ، وأنا لا املك سوى التمني والانتظار .

انى امرأة محرومة محرومه من الشيء الذى خلقت لأجله ، محرومة من نعمة الحياة التي تتوق اليها نفس كل أنثى ، محرومة من الزوج والبنين محرومة من كل شيء الا الفراغ والوحدة ؟

ومع ذلك فلا يسعني سوى الصبر وادعاء السعادة ، خشية من السخرية ، وأنا التي لو كان الأمر بيدها لصاحت بكل ما في صدورها من لوعة مكبوتة : ” أريد زوجاً ….. أريد بنين “.

خمسة وعشرين عام تنظر المرأة حتى أنجبت

خمسة وثلاثون عاماً مرت ثقيلة بطيئة فما وهبت لي الا زيادة في العمر ، وزيادة في الشعور بالحرمان انى لأنظر في المرآة فأرى هبتها جلية في وجهى ذبول ونحول وشحوب.

لقد مللت الحياة ومللت العمل ما أسخف اولئك الذين يظنون أن المرأة يغنيها العمل عن الزواج  هم يظنون أن الزواج وسيلة للعيش  أو مورد للرزق ما أشد حمقهم ! لقد كرهت ضجيج الحياة ، وضجيج العمل فهو ضجيج أجوف كالطبل ، وقد خلا من موسيقى الالف وتغريد البنين ، أنى أحس بالرغبة في ان أستريح من حياتي برهة انى اتوق الى شيء من التغيير أيا كان.

قصة امرأة أجبت بعد معاناه

كم سرني أن أنتقل الى هذه الدار النائية في احدى الضواحي ، لا شك ان الصيف فيها سيكون خيرا منه في جوف المدينة ، ولا شك أنى سأجد تسلية في حديقتها الواسعة انها تحتاج الى كثير من العناية والتنسيق ثم ان أجرها أقل بكثير من أجر الطابق الضيق الذى كنت أقطنه في وسط المدينة فهي من تلك الدور التي يعرض عنها السكان فتظل خالية لا لشيء الا لمجرد ما يشيعه عنها من انها ” مسكونة ” وما تجود به من خيالاتهم عما رأوه فيها من جن وما صادفوه من أرواح وأشباح .

قصة المعاناة التي تعاني منها المرأة

ولا أستطيع أن انكر ذلك الشعور بالرهبة الذى كان يتملكني في بادئ الامر عندما كنت أذهب الى الفراش بعد أن اطفئ النور أو عندما أسمع فرقعه هينة أو صوتا يصدر من هنا أو من هناك من تلك الأصوات التي لا يخلو منها أي بيت كصوت نافذة يغلقها الهواء أو قطة تقفز في الحديقة أو تمشى على السطح ولكن الرهبة أخذت تزول على مر الأيام ، وحل محلها اطمئنان الى كل ما في الدار

وفى ذات يوم جلست في ركن ظليل بالحديقة وأخذت أتسلى بقراءة احدى القصص ، وقد جلست أمامي امرأة البواب ترتق بعض الثياب ….. وأحسست بتعب من القراءة فألقيت بالكتاب جانبا وتثاءبت فى كسل وبدأت أجاذب المرأة أطراف الحديث حتى جرنا الحديث الى ذكر تلك الاشاعة التي يطلقها الناس على الدار وما يرجفون به من أنها ” مسكونة ” وكيف تسبب ذلك في ان تمكث الدار مهجورة طول تلك المدة.

وبدأ يجد السعادة في حياته مع ابنه ، و أخذ يكرس لتربيته والعناية به كل وقته ، حتى كاد ذات يوم وقد جلس الرجل في الحديقة يقرأ فسمع فجأة صوت سقوط جسم يصطدم بالأرض وصرخة مدوية تشق السكون المخيم ، وقفز من مكانه كمن لدغته عقرب ، فوجد الصبى قد هوى من الشرفة وهو يلهو.