لقد جمع القرآن الكريم معجزات متعددة مازال العلم الحديث يكتشفها وإحدى تلك المعجزات وجود أية في القرآن الكريم جمعت كل الحروف الأبجدية وهذا ما جعل الكثير من العلماء يندهشون لتلك المعجزة وهذا نوضحه لكم في هذا المقال.

ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية؟

لقد حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والبحث عن اعجاز الخالق عز وجل فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن الكريم: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا مأدبته ما استطعتم، وإنّ هذا القرآن هو حبل الله، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة من تمسك به، ونجاة من تبعه، لا يُعوج فيقوّم، ولا يزيغ فيُستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، اُتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته؛ بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول «الم» ولكن بألف عشراً وباللام عشرا، وبالميم عشرا».

ونظرا للثواب والعلم فيكون التدبر في الآيات القرآنية علم له خاصته، ومن الأمور التي عجز أمامها العلماء هي تلك الأية التي قد ضمت جمع الحروف الأبجدية، وتلك الآية هي الآية رقم 29 في سورة الفتح، قال الله عز وجل: «مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما».

سورة الفتح وظروف نزولها

تعد سورة الفتح إحدى السور المدنية وقد نزلت تلك السورة الكريمة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في طريق العودة من الحديبية، وتتميز تلك السورة أن آياتها 29 آية وهي في الجزء 26 من أجزاء القرآن الكريم، وكان تاريخ نزولها بعد سورة الجمعة وأهم ما يجعلها من السور المميزة أنها كانت عقب صلح الحديبية، أما الآية التي بها وتضم كل الحروف الأبجدية هي آخر آية فيها.

وتعد سورة الفتح من السور التي كان يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها من السور التي تحمل أطيب المعاني والظروف حيث قال في حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم عن فضل سورة الفتح ((لقد أُنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها) ).

سورة الفتح وصلح الحديبية

عقب إرسال قريش لعدد من رجالها بهدف إصابة بعض الجنود المسلمين وفشلهم وقدرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في التغلب عليهم بالحجة إلى أن طلبوا الصلح لتجنب المزيد من الخسائر ظهر الدرس الهام للمسلمين على أن في تجنب استغلال ضعف العدو القوة الحقيقية وكل الأحداث التي دارت قد تم تدوينها في سورة الفتح ومعها البشرى للمؤمنين، حيث قال الله عز وجل ﴿وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) ﴾.

ففي صلح الحديبية كان الحماية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجنوده، حيث رأى سهيل بن عمرو رئيساً للوفد وقد عرف بفطنته كل شيء، فقال له: “قد سهَّل الله لكم من أمركم، القوم يأتون إليكم بأرحامهم وسائلوكم الصلح، فابعثوا الهَدي، وأظهروا التلبية، لعلّ ذلك يلين قلوبهم”.