فضل صيام الايام البيض

وهو ما يعرف بصوم النافلة ويعد من أفضل الأعمال، التي من خلالها يتم التقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ومن المستحب أن يصوم الشخص صوم النافلة في أيام الفواصل من كل سنة، وتلك الأيام توزع على مدار السنة، فتكون أيام موسمية وأيام مثل صوم يوم عاشرواء، وأخرى شهريًا مثل، صيام الثلاث أيام من كل شهر.

 

صوم الأيام البيض

 

يعد الصوم في اللغة: هو الإمساك والامتناع عن المشرب والمأكل.

وفي الاصطلاح: فيعرف بأنه هو الامتناع عن الطعام والشراب وأيضًا الجماع، حيث قال أبو عبيد: كل ممسك عن طعام، أو كلام أو سير فهو صائم.

أما الأيام البيض فيقصد بها: الأيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من كل شهر عربي، ويرجع تسمية الأيام البيض إلى بياض تلك الليالي من كل شهر، فيكون القمر في هذه الليالي بدرًا، مكتملًا، ذات ضوء قوي.

 

ما هو حكم صوم الأيام البيض

 

بحسب ما اتفق عليه أئمة الفقه صوم الأيام البيض من كل شهر في العام، وذهب جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنفية، والحنابلة لاستحباب صيام الأيام البيض، لما ورد في الأحاديث النبوية التي حثت على صيام تلك الأيام من كل شهر، فقد روى أبو ذر الغفاري قائلًا:   (أمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيامٍ البِيضِ: ثلاثةَ عشَرَ وأربعةَ عشَرَ وخمسةَ عشَر، وفي روايةٍ عنه، قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا صُمتَ منَ الشهرِ ثلاثةَ أيامٍ، فصُمْ ثلاثةَ عشَرَ وأربعةَ عشَرَ وخمسَةَ عشَرَ).

وذهب فقهاء الشافعية لقول: أنه من الواجب صيام يوم الثاني عشر مع الأيام البيض، خروجًا من خلاف من قال من العلماء أنه أول ثلاثة أيام، وقد يستثنى صيام الثالث عشر من شهر ذي الحجة، حيث أنه يعد من أيام التشريق الذي قد نهي عن صيامها.

أما فقهاء المالكية فقد عبروا عن كراهة صيام الأيام البيض، وذلك حذرًا من اعتقاد وجوبها، ولم يحددوها، ومحل كراهة صوم الأيام البيض لديهم، وظنوا أن الثواب والأجر لا يتم سوى بصوم الأيام البيض بصفة خاصة، ولو قصد المسلم صيامهم باعتبارهم ثلاثة أيام عادية من الشهر فلا يوجد هنا أي كراهة من صيامهم.

 

فضل صيام الايام البيض

 

إن لصيام الأيام البيض فضل وثواب عظيم، ودلالة على ذلك ما قد نصت عليه السنة النبوية، وصدقه العلم الحديث، وسوف نوضح بيان عن ذلك:

فضل صيام الايام البيض في السنة النبوية

– عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن من حَسبِك أن تصومَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، فإنّ بكلِّ حسنةٍ عشْرُ أمثالِها، فذلك الدهرُ كلُّه، قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ، فقلتُ: فإني أُطيقُ غيرَ ذلك، قال: (فصُمْ من كلِّ جمُعةٍ ثلاثةَ أيامٍ). قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ، قلتُ: أُطيقُ غيرَ ذلك، قال: (فصُمْ صومَ نبيِّ اللهِ داودَ) قلتُ: وما صومُ نبيِّ اللهِ داودَ؟ قال: (نصفُ الدهرِ).

فيوضح لنا ذلك الحديث مدى فضل صيام الأيام البيض، فمن صام تلك الأيام الثلاث فقد تضاعف أجره، والحسنة بعشرة أمثالها.

– وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلم بصيام الثلاث أيام من كل شهر ولكن لم يحدد تلك الأيام، فقد ذكر قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ).