عند تربية الأطفال الصغار يجب غرس بعض القيم والعادات الحميدة في نفوسهم، أكثر الأساليب التي تجدي نفعًا مع عقلية الطفل في سن صغير هي سرد القصص بطريقة مشوقة تجذب انتباهه، هذه الوسيلة تربوية وفعالة في تقويم سلوك الطفل.

قصة قصيرة عن اللين في التعامل مع الأخرين

يحكى أن كانت طفلة تعيش مع والديها في بيت واسع وجميل، ذات يوم أخبرتها والدتها أنها سوف ترزق بمولود صغير سعدت الطفلة لهذا الخبر كثيرا وأصبحت تترقب موعد ولادة الطفل الصغير، مرت الأيام ورزقت الطفلة بأخ جميل لكنه كان كثير البكاء كحال الأطفال الصغار.

اهتمت الأم بالمولود وصارت تحمله كثيرًا حتى لا يبكي، شعرت الطفلة بالغيرة وعدم الاهتمام من والدتها فأصبحت تتعامل مع أخيها بشئ من العنف.

في يوم من الأيام انشغلت الأم في إعداد الطعام وصار الطفل الصغير يبكي بشدة، فما كان من أخته إلا أن حملته بين ذراعيها ووقفت على كرسي لتقفز وهي تحمل اخاها كررت الطفلة هذا الفعل أكثر من مرة حتى سقط المولد على الأرض وملاء المنزل بالصراخ.

هرعت الأم لتتفقد رضيعها فوجدته ملقى على الأرض ويبيكي بشدة، نهرت الأم ابنتها بشدة لأنها لم تتعامل مع أخاها بحرص وتعمدت الأم أن تسال الأبنة عدة أسئلة:

سألت الأم ابنتها ماذا ستفعلين عند حمل كوب من الماء ووضعه في مكان أخر؟

اجابت الأبنة بأنها سوف تمشي برفق ولن تتعجل كي لا يسقط منها الكوب.

هنا تدخل الأب سائلا ابنته قال ماذا لو كانت فراشة رقيقة تقف على كتفك  ماذا ستفعلين؟

أجابت الابنة أنها لن تقدم على تصرف قد يخيف الفراشة وتطير.

هنا بدأ الأب والأم توضيح الأمور للإبنة قائلين هكذا يجب التعامل مع الآخرين بالرفق واللين حتى لا ينزعجوا منك، اعتذرت الإبنة لوالديها وأدركت أنها تعاملت مع أخاها بشكل غير لائق ووعدت بعد تكرار هذا التصرف مرة أخرى.

قصة قصيرة عن التنمر

يحكى أن كان هناك ولد صغير اسمه أحمد مجتهد في دراسته جدًا، لكن كان دائمًا منطوي وليس له أصدقاء، بسبب بشرته السمراء كان زملاؤه في الفصل دائمًا يسخرون منه ومن لون بشرته، عاد أحمد لمنزله حزينًا بسبب معاملة زملائه له وقص على والدته ما يحدث في المدرسة له،

استمعت الأم لطفلها جيدًا ثم أخبرته أن لا يهتم بكلام الأخرين بل عليه الالتفات لدراسته والسعي للتفوق.

بالفعل استمع أحمد لنصيحة والدته وأصبح يجتهد في دراسته حتى أصبح من أفضل الطلاب بالمدرسة، صار جميع الطلاب يحاولون التقرب من أحمد بسبب نبوغه وتفوقه الدراسي، فأحيانًا تجاهل الحمقى والسعي للتفوق والاجتهاد هو الرد الحقيقي على تصرفات الآخرين الخاطئة.

قصة قصيرة عن التواضع

يحكى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان يسير ليلا يتفقد الرعية فسمع بكاء أطفال صغار في منزل متواضع، رق قلب عمر لبكائهم وذهب ليتفقدهم ويسأل عن سبب بكائهم في هذا الوقت من الليل، أجابته الأم أن أطفالها جياع وهي لا تمتلك طعام لتقدمه لهم،

لم تكن المرأة تعرف أمير المؤمنين وقالت للسائل أن ما يصيبها هي وأطفالها يعد تقصير من أمير المؤمنين في حقها، لم يجبها عمر ولم يغضب من كلامها فقد كان مقدرًا لموقف وحال المرأة الفقيرة هي وأطفالها،  فما كان من عمر إلا أن ذهب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب  لمنزله وأحضر طعامًا للأم والصغار وبدأ في تحضيره بنفسه،

حتى نضج الطعام وقدمه للصغار وشبعوا، هذه القصة تعلمنا أن التواضع سمة الصالحين والمسلمين فلا مجال للتكبر والغرور ونحن نعامل الآخرين.