كيف يكون بر الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما

يعد بر الوالدين من الأشياء الهامة المتواجدة بالفطرة في كل إنسان طبيعي، وقد جاء بر الوالدين في الوصايا العشر، في سفر الخروج، 20-21 (أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك)، وقد جاء بر الوالدان في القرآن الكريم وقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [سورة النساء، الآية 36].

 

كيف يكون بر الوالدين في حياتهما وبعد وفاتهما

 

– لابد على الأبناء تلبية ما يحتاج إليه الوالدان من حاجات، وعدم وضع آخر غيرهم مهما كانت درجة الأولوية عندهم، فلابد أن يكون الأبناء في المرتبة الأولى لدى الأبناء سواء كان ذكرًا أو أنثى.

– التودد إليهم وقضاء معظم الوقت معهم بقدر المستطاع، فلا يعد زيارة الوالدان في المناسبات من الأمور الطبيعية، فلابد أن يزورهم باستمرار.

– يجب مشاوراتهم والشعور بأنهم الأهمية الأولى والقصوى في حياته، فلا تقتصر مشاوراته لزوجته وأبنائه فقط.

– تلبية كل ما يحبون ويفضلوه سوى فيما حرم الله له، وتجنب كل شيء يكرهونه.

 

الأشياء المحببة للوالدان

 

– التودد إلى كل من يحبونه، والبعد كل البعد عما يكرهونه، وزيارة أصدقائهم بصفة مستمرة والسؤال عليهم.

– الدعاء للوالدين في كل صلاة، وفي كل وقت وحين، ولابد أن يدعوا لهم أولًا قبل أي شخص.

– من الواجب عدم توجيه أي إساءة إلى الأخوة والأخوات في وجود الوالدين، فيفضل الوالدين أن يروا أن أبنائهما متحابين ومتآزرين سويًا، في وجودهم وبعد وفاتهم.

– الاجتهاد والنجاح في كافة الأمور، فذلك أكثر ما يسعد الوالدين في الدنيا.

– الاستمرار على فعل الخير، والبعد عن ظلم الأشخاص، فبطبيعة النفس البشرية أنها لا تحب الظلم، وتكره الظالم.

– الاهتمام والسؤال عن صحتهم.

– احترامهم وتقديرهم أمام الناس.

– مراعاة تربية أبنائهم على احترام الأجداد والطاعة الدائمة لهم، سواء كان الأجداد من الأم أو الأب.

 

بر الوالدين بعد مماتهم

 

يمكن أن يبر الشخص والديه بعد موتهم من خلال:

– المداومة على الدعاء لهم، والاستغفار، فذلك من العمل الصالح المستمر للوالدين بعد وفاتهما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، أو ولد صالح يدعو له).

– السؤال عن أصدقاء الوالدين، وإكرامهم، فعبد الله بن عمر، رضي الله عنه، كان حريصًا على بر أصدقاء وأهل والده الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث روى عنه: (أنّه كان إذا خرج إلى مكةَ كان له حمارٌ يتروَّحُ عليه، إذا ملَّ ركوبَ الراحلةِ، وعمامةً يشدُّ بها رأسَه، فبينا هو يوماً على ذلك الحمارِ، إذ مرَّ به أعرابيٌّ، فقال: ألستَ ابنَ فلانِ بنِ فلانٍ؟ قال: بلى، فأعطاه الحمارَ، وقال: اركب هذا والعمامةَ، قال: اشدُدْ بها رأسَك، فقال له بعضُ أصحابِه: غفر اللهُ لك، أعطيتَ هذا الأعرابيَّ حمارًا كنت تروحُ عليه، وعمامة كنت تشدُّ بها رأسَك، فقال: إنّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: إنَّ مِن أَبَرِّ البِرِّ صلةُ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه، بعد أن يُولِّيَ وإنَّ أباه كان صديقاً لعمرَ)

 

نماذج عن بر الوالدين

 

إسماعيل عليه السلام

فكان الابن البار الذي قد رزقه الله لإبراهيم عليه السلام بعد طول انتظار دام سنوات عديدة، ويفاجئ بأبيه ذات يوم قائلًا له: (إني أرى في المنام أني أذبحك)، فكان رده أنه استسلم واستجب لأمر الله، وأوامر والده الخليل إبراهيم عليه السلام، وقال له: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).