إن الإسلام في حد ذاته علاجاً للنفس ومهذباً لها، رافعاً لقيمتها، ومعززاً لقوتها، وحين يصاب صاحبها بشيء فإن أدلة الكتاب والسنة كانت صف العلاج بدقة، وتبين المدلولات المختلفة حول ذلك، ومن بين هذه العلاجات المختلفة التي بينت الشريعة الإسلامية علاجها، الأمراض العضوية وغير العضوية، خاصة الأمراض النفسية، فكانت آيات القران الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم خير علاج لهذه الأمراض الجسيمة، ومن أوضح المدلولات التي تبين أن علاج الأمراض النفسية موجود في كتاب الله تعالى وسنة الرسول، ما ورد من براهين ساطعة في ذلك، وعلى هذا الأساس يسأل الكثيرون عن علاج الامراض النفسية بالقران والسنة اكتب رسالة، وهذه رسالة من الكتاب والسنة عنها.

الكتاب والسنة علاج الأمراض النفسية

حين نقول أن القران الكريم والسنة النبوية علاج ناجع للأمراض النفسية فإننا لا ننسج موضوعاً تعبيرياً بعيداً عن الواقع، بل إن النفس التي خلقها الله تعالى وهو أعلم بمرضها ووجعها قادر على شفائها، ولا يصف الأمراض والأسقام مثل الطبيب، ولله المثل الأعلى وقد أنشأ الإنسان وخلقه، ويعلم أن دواءه في الكتاب الذي أنزل، والوحي الذي أرسل إلى رسوله، وعلى هذا قال الله تعالى ( وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).

علاج الأمراض النفسية بالقران

وردت الكثير من الآيات التي يستخدمها أصحاب المعرفة بالرقية الشرعية في علاج النفس وما يصيبها من داء، وإن كان القرأن بمجمله دواء لكل علة ومرض، ومن هذه الآيات قول الله تعالى:

  • ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾.
  • ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾
  • ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
  • ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾

علاج الأمراض النفسية بالسنة

ومن الأحاديث النبوية التي يناسب المقام أن نذكر بعضها في هذا الموضوع عن علاج الأمراض النفسية بالسنة، هذه الأحاديث الجميلة، ومن أشهرها وأكثرها ذيوعاً، الأحاديث التالية:

  • (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)
  • (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم)
  • (اللهم أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا)
  • (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظَمتك أن أُغتال من تحتي)

كثيرة هي الآيات القرآنية والأدعية التي وردت في الأحاديث النبوية التي تعد وصفاتٍ جامعة لعلاج الأمراض النفسية التي تصيب الأنسان وتعتريه وتؤثر عليه، وما أسلفنا بعضاً من هذه الادلة المشهورة والمعروفة، نسأل الله أن يشفي كل مريض وأن يعافي كل مبتلى.